الصفحة الرئيسية
   الشاعر في سطور
  الإهداء

 

       السر المدفون      

  مكتبة الدواوين الشعرية      مكتبة القصص          
  مكتبة البطاقات الفلاشية
   مكتبة القصائد  العزائية
    توثيق مزارات البحرين
  مراسلة الإدارة
  سجل الزوار  

 
الفصل الأول
في ليلة ظلماء .. غيب بدرها الغيوم .. وبانت تضاريسها بالعبوس والوجوم ..

ومن بين بيوتات المدينة القديمة .. ظهر رجل ٌ سمح الملامح . والنور الرسالي يكاد يفضحه وهو يتلألأ في لجة ذلك الليل الأليل ..

كان خلفه صبيان وطفلة .. وملامح البراءة عليهم تكسر قلب من يراهم .. كانوا يتعلقون بأذيال الرجل وعيونهم لم تفارق نظراتها تلك الجثة المحمولة على كتفه .. وكأنهم يودعونها .. والقلب يحترق لفراقها .. يشبه فراق اليتامى لأمهم ..

والرجل يتلكأ في خطوه .. يمسك بكل ما اوتي من قوة بالجثه .. وكأنه لا يريد فراقها .. كان يبكي .. أجل كان يبكي .. فدموعه اضاءت كقناديل في اختمار ذلك الظلام .. شابهت لمعان النجوم ..
.. لكني اراه موغلا في تلك الصحراء الجرداء القاحله .. لا ادري ابدا ما خطبه ؟!!

 فهاهو يتلفت يمنة ويسرى .. وكأنه يحرص على الا يراه احد .. كان يحمل في يمناه الجثة وفي اليسرى المعول .. وهو يبكي بكاء ثاكل مألوم ..
لا ادري اهي قتيلته جاء ليخبأها ؟؟ ام هي ممن يعز عليه ؟؟ اهي ام هؤلاء الصغار الذين يعثرون في رمل الصحراء خلفه ؟؟ هي من تكون يا ترى ..؟؟ وهو من يكون بالنسبة لها ؟؟!!

 لم استطع ان اجيب على تساؤلات فضولي .. فاكتفيت بالمراقبة ..

لكن عجبي !!! لم جاء بهؤلاء الصغار معه .؟؟ ولم جاء بنفسه هو لإخفاءها إذا كان هو قاتلها ؟؟ ولماذا هو هكذا في وجل وربكة إذا لم يكن هو قاتلها ؟؟!! إذا لم يكن هو قاتلها لم إذا يوغل بها في عمق الصحراء القاحله الموحشة ؟؟!! لم اتى في عتمة الليل وكأنه يهرب من عيون الناس ؟؟!! وإلى اين هو ذاهب بها ؟؟!!
.. هو لم يقتلها ... فقد عرفت ذلك من خلال الوقار الذي يرتسم على محياه الرسالي ..فليس من المنطق ان يجني مثل هكذا رجل !!
ولكنها قتيله .. اجل قتيله ... ستسألوني كيف عرفت هذا ؟..
ليس الجواب بعسير.. فكأني ارى عيونها ملطومه ...وخدها مصفوع .. وصدرها مهشم .. إذن هي مقتوله .. ولكن من قتلها ؟؟!! يبقى السؤال بلا جواب ..
.. أظنه وصل لمبتغاه .. فها هو يقف قليلا .. يميل نحو الأرض .. يضعها برفق على جنب ... يمسك المعول بقوه .. ليحفر حفرة تكفي لتكون قبرا ...
اجل وضعها .. ويا ليته ما فعل .. فسرعان ما انقض الأطفال الثلاثة على الجثة .. كالنسر المنقض على فريسته .. بدأوا يمرغون وجوههم ببقايا التراب الذي يلطخها .. بدأوا يقبلونها تقبيل مودّع وكأنه لن يعود ابدا .. ها أنا ألمح كيف كانوا يغرسون اصابعهم في بدنها الهامد ...
ولكن واعجبي .. ها هو يعيد مواراة الحفرة دون ان يضع الجثة بها !!!
كرر الفعلة اكثر من مرة .. نفس العمليه قام بها ما يقارب الأربعين مرة إن لم يخني العدّ ... وفي أماكن مختلفه .. وعلى مسافاة متباينه !!!
يا له من رجل غامض .. ماذا يفعل بالضبط ؟؟!! و لمَ يفعل كل هذا .. وما السر من وراء ذلك ؟؟ !!!
كأنه يقوم بعملية تمويه لكي لا يعثر على قبرها أحد .. وكأنه يشك بوجود متربصين لهم نوايا بنبش قبرها .. ولكن من هم ؟؟!!
لا أخفي عليكم .. فقد اصابني الخوف من تصرفاته .. بذأت اشعر بأن تلك الجثة تخفي سرا كبيرا وراءها ...

.. وأخيرا اظنه استقر في نقطة .. لعلها ستكون مثواها الأخير ..

فها هو يضع الجثة بقرب جدع نخل ٍ قد يبس ومال من ثقل السنين .. ها هو يضعها برفق و هوادة .. وكأني اخال دموعه قد بللت تلك الخرقة الملفوفة بها .. يضعها لينقض عليها الأطفال من جديد ...

 ولكن هذه المرة أخال بأنها الأخيرة ..

 فلو كنت ترى معي كيف كادوا ان يمزقوا تلك الخرقه بأنيابهم لعذرتني ، وعرفت بأنهم يحسون بشيء لم استطع ان استشعره انا .. كانوا يحسون بأنه الفراق .. فهاهم يحرصون على تقبيل جبينها ... ويتزودون من شم نحرها ... ويتنافسون على وضع رؤوسهم على صدرها ..

 كان منظرا ليس سهلا عليّ .. فلا اخفيكم القول بأني بكيت وكأن الفقيدة تنتمي لي او كأني احس بالقرب منها .. ولعل منظر الأطفال وهم يتسابقون على توديع امهم ارجعني في اللاشعور لحظن امي الأول والشوق للمساتها الناعمه .. ودفىء صدرها ..

.. وفي الجانب الآخر .. هاقد شمّر الرجل عن ساعديه ..

وأمسك المعول وراح يضرب الأرض بضرباتٍ تكاد يداه ترتجفان لقوتها .. راح يفتح قبرا .. يتجه ناحية الأطفال لينتزع الجثة من بين انيابهم المتشبثة فيها بقوة ..
وكأني أقرأ عيونهم ... فهو قد نزع قلوبهم معها .. فها هم يرفضون بأناتهم المتعالية .. وبكاءهم واستجدائهم الذي دوّى الأرجاء ... ولكن لا جدوى .. وكأنه لايحمل بين جنباته الرحمة .. مع ان ملامحه لا توحي بذلك !!

.. انحنى ليضعها في القبر الذي هيأه لها .. ولكنه وقف فجأة .. لينحني نحوها .. ويتأمل ملامحها .. ولم تزل دموعه تسيل حتى بللت وجهها الموضوع بين كفيه ... واختتم المشهد بما لم اتوقعه .. فها هو يقبل جبينها تقديرا واحتراما وتقديسا !!
.. وضعها في قبرها .. وها هو يسدل التراب على جسدها ... منحنيا بكل سكينه وانكسار على القبر .. ليغرس اصابعه بين حبات رماله المتناثرة .. وكأنه ودَّ لو يدخل معها فيه ..وتخبأه الرمال خلفها .. أخذ يناجي تلك الجثة المخبأة مناجاة طالت وطالت بين ساعات الظلام الموحش .. والأطفال حوله لم يكلّوا من تمريغ ابدانهم برطوبة ذلك القبر أسفا لمن فقدوا ..
فجأة رفع الرجل رأسه وكأنه انتبه لحدوث شيئٍ طاريء ...

 تأملت المكان فلم أجد احدا .. امعنت السمع .. أجل كأني اسمع صوت مؤذن المدينة يقول .. الله أكبر ... الله أكبر ... اجل انه موعد صلاة الفجر .. فسرعان ما تنهد الرجل والتقط نفسا عميقا .. وأخذ اطفاله معه. منتزعا اياهم غصبا .. فهم لا يودون الرجوع .. وودع المكان .. وعيناه لم تنحرفا عن موقع القبر وهو يخاطبه او يخاطب الروح التي دفنت فيه بكلماتٍ أخيرة .. في وداع ٍ مرّ ..

وغادر المكان في خطو ٍ متثاقل ..

ولكني اظن بأنه ترك قلبه في قبرها ...

 حيث غابت وغاب سرها معها ..

الفصل الثاني

عاد ادراجه ولكن اللوعة تخنقه وملامح الحزن اخذت منه كل مأخذ ..

اجل فهو لا يزال باكيا .. يجرجر صغاره الثلاثه وهم يتأوهون ويمدون بأيديهم و ابصارهم نحو القبر يناجون من فيه ويناشدونها لكي تعود معهم .. فمن لصغار لا يتجاوز اكبرهم الثمان سنين غير امهم .. يجرهم وهم يجرونه محاولين الفرار ليعودوا ويتمروغوا على تراب قبر امهم ..
اخذوا يجرون وهو يجرهم .. الى ان خارت قواه .. وسقط راكعا على ركبتينه وسبقته دموعه الى الأرض ..

 وافلتوا منه مهرولين نحو ذلك القبر ... عجبي فلم اكن اتوقع بأن هذا الجبل الأشم يتهاوى منكسرا كل هذا الإنكسار !!! ... أرق قلبه للهفة الصغار؟؟ ام لأنه لم يحتمل فراقها عنه فخارت قراه .. ظل هناك يبكي ويدرف دموع عينيه ويسقي جفاف التراب الذي بين ركبتيه .. التفت الى صغاره الثلاثه ورآهم يمرغون وجوههم وشعورهم بتراب القبر .. وبكائهم يضج به هدوء المكان ..

.. ربما تسألني كيف عرفت بأنهم صغاره .. وكيف أقولها بكل ثقه وانا لم أحدد هويتهم بعد !!

 أجل هم صغاره فقد عرفت ذلك من نظراتهم له .. وانقضاضهم بشغف ٍ الى احضانه حين رجع ليأخذهم .. وكأنه الملاذ بعدها .. فلم يبقى لهم سواه ... احتضنهم جميعا وضمهم الى صدره .. قبلهم في جباههم .. ومسح على رؤوسهم .. وكفكف دموعهم .. وحملهم الى الدار معه .. أجل كفكف دموعهم ولكن لم يجد من يكفكف له دموعه .. فأنيسه يرفد تحت التراب ..

لكني سألت نفسي سؤالا لا زال يؤرقني فأنا لم استطع تفسير ما حدث ... فقد حفر الرجل اربعين قبرا .. ولكل قبرٍ جعل شاهد يشير اليه .. و صب الماء عليهم جميعهم .. إلا هذا القبر فلقد تركه مبهما لا اثر يشير لكونه قبرا !!!
لماذا ترك قبرها هكذا .. لا رسم ٌ يميزه و لا وشمُ يبينه ولا شاهدٌ يدل عليه !!!

 بل على العكس تعمد ان يبقيه مساويا للأرض .. الم يستثرك المشهد كما استثارني ؟؟؟

 الا يخاف ان تدوسه الأقدام ؟؟ !! او ان تخفيه الأيام ؟؟!! وينساه الزمن !!!

تركه هكذا وعاد مع صغاره الثكلى الى الدار ..

.. وصل الى الدار وكأنه لم يرد ان يدخلها .. فهاهو يمشي متثاقل الخطى .. وكأنه يساور نفسه بألا يدخل .. فأطياف الوحشة تحوم حولها ... ونسائم اللوعه تنتشر في جنباتها .. نظر الى بابها .. وكأنه يخاطبه و يعاتبه .. استند الى الجدار سويعة .. ثم تنهد ودخل ..

صلا صلاته من جلوس .. ولا اظن بأنه فعلها من قبل .. وحينما انتهى لجأ الى احدى زوايا الدار .. جلس ووضع رأسه بين ركبتيه وأخذ يبكي بكاءا لو  يسمعه الصخر لتفتت وتلاشى ...

فتلك  دموع  الرجال  لا تنهل الا للبلايا العضال  ..

مضت بضع سويعات .. فإذا بالباب يطرق ... طرق ثقيل متواصل .. رفع رأسه في هوادة وهدوء ..

 كانت عيناه محمرتان من البكاء .. شاحب الملامح من السهر .. مقبوض القلب من الحزن والأسى ...

توجه متثاقلا نحو الباب .. فتحه ويا ليته لم يفعل ... فهاهو في طرفة عين تتغير ملامحه من حزن الى غضب ومن هدوء الى عاصفه ولكنه يكبتها ...

 سألهم وهو يكتم غيضه خلف طيات لسانه .. ما تريدون ؟؟ وما الذي اتى بكم ...

 كانوا ثلاثة على ما اظن .. وكان جلاوزتهم وعبيدهم ينتظرون خلفهم في صمت .. اجابوه في خبث ٍ وتملق .. كيف تدفن جثمانها من غير ان نصلي عليها ومن غير ان نحضر جنازتها ..

 اولسنا اقرب المقربين من ابيها اولسنا اصحابه وسمرائه...

 ودار بينهم كلام طويل .. ومن خلاله عرفت بأنها ابنة عزيز قومه .. ابنة رجل انقادت له القوم طوعا وكرها .. فهي ابنة ملك او شاه  او عظيم  او  ما شابه ...

 لكن كيف تكون ابنة ملك وهي تسكن في مثل هذه الدار العتيقه ..  دار اثاثها رحاً أبلاها الزمن  ودارت بعدد أيمامحه ... وفرشها سعف نخل كلما حركته الريح  تكسر شيئا فشيئا .. !!!!

 لكني لا اخال الا انها ابنة كبير هذه القبيله ...

اجابهم الرجل في غيض يتحشرج في احشائه .. كيف تريدون الصلاة على جثمانها !!

عجبي منكم اولم تكن الصلاة على ابوها بأولى .. اولستم من تآمر على طمس ذكره !!! اولستم اصحابنا بالأمس القريب .. وذكرهم بفعلتهم واشار الى الباب والى الدم الذي لم يبرد على الأعتاب .. والى رماد النار الذي بقى كوشم على جدران الدار .. وصمت حيث غصّة في حنجرته اللوعه ..

اجابوه بكل جساره وخسه .. اخبرنا اي القبور قبرها ؟؟

 فنحن عازمون على نبش القبر واخراج الجثمان والصلاة عليه ... !!!

 ماذا يقول هؤلاء !!! اويصح هذا !!!

 ايرضى الله بنبش قبر يهودي لكي يرضى بنبش قبر مسلم ؟؟!!

 عجبي كل العجب من هكذا جساره على تشاريع السماء !!!

 حينها تلون الغضب في عيني الرجل .. وكأنه لم يكن هو ... امسك بتلابيب المتكلم ... وعنفه وصرخ في وجهه ... خسأت وخسأ من معك ... اروني من فيكم الرجل الذي يجرأ على فعل هذا ؟؟

 ولكنهم سرعان ما اشاحوا بوجوههم عنه .. واستداروا وهم يخاطبونه ... ها نحن عازمون على نبش القبور كلها وارنا ما انت صانع ..
عجبي ألهذا الحد يستصغرون بأسه !!! ولكنهم لو كانوا كذلك لم اذا جاؤا ليستأذنوه ؟؟!!!

 اذا هو ذا شأن وصاحب رأي .. !!

 آه يا لهذا الغموض الذي لا يزيدني  الولوج  فيه  الا تيها  !!! ...

.. ولكن اجيبوني اي سر ياترى وراء هذه المرأة لكي يصرون على نبش قبرها ؟؟ !! واخراج جسدها ... والى ما يرمون ؟؟ !! اسئلة تجرها اسئله ويبقى الغموض سيد الموقف ..
تركوه غير عابئين بغضبه ... وتوجهوا لفعل جريمتهم ... لكنه سرعان ما دخل الى الدار ... متوجها لسيفه المعلق على الحائط في وسطها ... انتزعه من غمده .. ولبس سترة صفراء اظنه كان لا يلبسها الا في حربه .. وخرج مهرولا ورائهم مقسما بربه الا ليزلزل الأرض من تحت اقدامهم وينتزع الرؤوس من رقابها .. و يملأ المدينة بالنوائح والثواكل او ليرجعوا عن قصدهم ...

لمحوه من بعيد .. ولمحوا بريق سيفه الذي أخذ يتلون مع ضوء الشمس .. وتذكروه .. أجل تذكروه ...

فأخذوا يتصارخون جائكم خواض الغمرات .. جائكم مفرق الجماعات ... جائكم حاصد الرؤس يوم الحراب ... فأخذوا يتفاررون منه في كل جانب ... الى أن لجؤوا الى شيخ كبير .. كان الوقار سمته .. واستغاثوا به .. واستجاورا لديه .. ولما وصل لهم .. طلب منه الشيخ ان يعتقهم فقبل على مضض ...
سؤالٌ آخر حيرني في هاهنا .. هم  يعرفون بأنه فارس مقدام ويعلمون بأنه لو شهر سيفه لما ابقى منهم أحدا .. ولو كانوا لا يعلمون لواجهوه خاصة وهم كُثُر... لكن لماذا في بداية الموقف كانوا آمنين بأسه .. وكانوا واثقين بأنه لن يفعل بهم شيئا .. !!! لكنهم في النهاية انهزموا ولجؤوا الى رجل كانوا واثقين بأنه يحترم رأيه ليستجيروا لديه منه ...

هنا انذرهم و رجع الى الدار كسيرا متأثرا من فعال القوم .. وجلس حيث كان في نفس الزاويه .. جلس جلسته الأولى .. وأجهش في البكاء من جديد ... ولكنه في هذه المره بكى بصوت آخر بكى بصوة يشوبه الألم .. وتأوه  تأوه  المطعون  في قلبه برمح  ذي شعب ... 
..
..... حل الليل ... خرج من داره متسلللا كيلا تلمحه الأبصار ...

توجه نحو المقبره قاصدا مكان القبر المخفي ..
اخذ يتحسس جوانب القبر بأنامله رويدا رويدا ودموعه ترسم حدود القبر معه وكأنه الأب الحنون الذي يمسح على رأس صغيره ... انحنى فجأة نحو جهة الرأس .. وقبل التراب مكانه قبلة عرفان وجلس يقرأ القرآن الذي يحفظه عن ظهر قلب ..

 ولكنه بين الحين والحين أراه يعاتبها على تركه وحيدا بين هؤلاء الذءاب .. وتارة يذكرها بأيامهم الخوالي حيث كانه انسه وسلواه ..

 و ها هو كل ليلة يفعل نفس الشيء .. يتربص لحظة سهاد العيون .. وذبول الجفون .. ليخرج متسلسلا نحو المقبره .. ولا يعود الا مع آذان الفجر لكي لا تراه الأبصار ... ويكتشفوا سره ... و ليبقى السر المدفون .. من هي ومن تكون ؟؟ ولم القوم لها يظلمون ؟؟